المقالات

وجعلوا أعزة أهلها أذلة ــ نواز الفاضل

تخرج أبنه في 13 من إبريل و إفتتح منزله الجديد في 14 إبريل وفقد كل شي في 15 إبريل

بينما كنا نتجول داخل أحد مراكز الإيواء في معسكرات مدينة بورتسودان فإذا برجل كبير السن يصرخ وينادي (يارب تاخدنا عندك وتريحنا )فسألته ما بك فقال لي أنني لا أستطيع ستطيع النوم يا ولدي انا خدمت في الدولة دي عمري كله وكأن لسان حاله يقول أنا لا أستحق هذه العيشه انا أرفع من أسكن في هذه الخيمة الهذيلة (أنا دكتور جامعي فرحت بتخرج أبني في 13 من إبريل و بإفتتاح منزلي الجديد في 14 إبريل وفقدت كل شي في 15 إبريل)
دكتور محمد (إسم مستعار) ظل يتحدث معي أكثر من ثلاثون دقيقة كانت عيناه منهمرة بالدموع وكانت العبرة تخنقه تنهيداته ظهرت بوضوح ونواحه أصبح يعلوا و يعلوا ولكن من يواسي هذا العجوز من يضع يده على صدرة و يخبره أن الله قادر على أن يعوض الإنسان لدرجة أن ينسى مالذي خسره في البداية
لم أكن اتوقع أن تكون امرأة أربعينية قتل زوجها و أغتصبت إبنتها أن تواسي عجوز قتل إبنه و فقد كل شي صحيح( إللي يشوف مصيبة غيرة تهون عليه مصيبة)
نموذج النازحين في مخيم كاب الجداد وهم يقطعون مسافات طويلة وبعيدة تقدر بالكيلومترات للحصول على مياه الشرب وبعض منهم يشربون مع البهائم أو المواشي سوياً بالإضافة إلى شح الأكل وإنعدامة لم تخرج صورة من ذاكرتي نازحو معسكر مدرسة بورتسودان الصناعية يعانون من أوضاع إنسانية قاسية ومزرية ويحتاجون إلي مساعدات طارئة مثل الأكل ومياه الشرب ومواد الإيواء والذي ترتفع فيه معدلات الإصابات بسوء التغذية الحاد (السريرية) للأطفال والنساء الحوامل والأمهات وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وأمراض أخرى مثل الملاريا والإلتهابات والاسهالات والنزلات واخرى لم يتم تشخيصها …الحالة الإنسانية تتدهور وتنهار يومياً داخل معسكرات النازحين وستخرج من السيطرة ويمكن أن نصل إلى مرحلة جديدة وهي الموت الجماعي جوعاً أو بالأمراض المعدية نابعة من اكتظاظ الكثافة السكانية مع عدم وجود الأدوية وكذا الحال في بقية المخيمات داخل ولاية البحر الأحمر و بقية الولايات التي لا حول لها ولا قوة.

 

الحاكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى