المقالات

كواليس الخطاب الانهزامي ـ المهندس أحمد علي حمد

خطاب حميدتي بالأمس و الذي سمى خطابا غصبا وهو أقرب للشكوي منه للخطابات الرسمية أكثر فيه من البكاء و اللوم و يمكن تفسير الخطاب في جملة واحدة فقط ( أن الحلفاء و الداعمين الدوليين تخلوا عنه بعد فشله في تحقيق اي شئ).. التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى عندما تدخلت أمريكا عسكريا في أفغانستان في العام 2001 و بعد 22 عام أكتشفت أمريكا أنها عجزت على أن تفرض واقعا على الشعب الافغاني بقوة السلاح و حينها قال دوغلاس لوت، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون العراق وأفغانستان سابقا أن مشكلة الأميركيين أنهم أنكروا الحقائق على الأرض وخدعوا أنفسهم بشأن إمكانية نجاعة الحل العسكري في أفغانستان… أنسحبت أمريكا فجأة و دون أن تؤمن وضع عملاءها و جواسيسها أنسحبت أمريكا بعد أن أنفقت أكثر من 90 مليار دولار في بناء جيش أفغاني يتماشى مع طموحاتها و يحافظ على مصالحها… إنسحبت أمريكا لأنها هزمت على يد جماعات محلية قليلة التدريب و التسليح و لكن إرادة الشعوب لا تهزم… خطاب حميدتي بالأمس لن يكون خطابه الاخير و لكنه يعتبر أول خطاب إنهزامي بعد تخلي الداعمين عنه و قرب نهايته… أمريكا التي رعت هذه الحرب ووقفت الي جانب الدعم السريع ووفرت له الغطاء الدولي ووفرت الحماية للدول الداعمة ووقفت حجر عثرة في إيقاف الإمداد و سهلت تحركات قادته و مناصريه هي أكثر دولة عرف عنها التخلي عن حلفائها في أقرب ضائقة و كلنا يعلم كيف تخلت أمريكا عن حسني مبارك أقوى و أفضل حليف لها في الشرق الأوسط و تخلت عن القذافي و بن علي و بن صالح حتى جهاز مخابراتها أشتهر بالتخلي عن العملاء و الجواسيس و ليست قصة الجواسيس الإيرانيين الست في الملف النووي ببعيدة و كيف سلمت ملفاتهم للمخابرات الإيرانية للتخلص منهم بعد أن قضت وطرئها منهم…. الدعم السريع و قياداتها الان أصبحوا حمل ثقيل على الكل و يجب التخلص منه و اول مراحل التخلص هذه أظهرها خطاب الأمس بالتخلي عن دعمه و يمكن أن تكون هنالك خطوات أخرى بفرض عقوبات و ملاحقات قانونية و تجريم و يمكن أن يصنف كجماعة إرهابية و غيرها من أدوات التركيع و التهريب التي عرف بها أباليس المجتمع الدولي… و أعتقد جازما أن الحلفاء الان بعد أن أيقنوا أن الدعم السريع لن ينتصر على الجيش مهما دعموا و مهما طالت الحرب أعتقد أنهم الان يرتبون كيف ينهون الحرب على طريقتهم حتى يغطوا على إنتصارات القوات المسلحة و يقطعوا الطريق على الجيش السوداني أنه أول جيش في التاريخ الحدث إنتصر على دول مجتمعة و جيوش متعددة في حرب لا مثيل لها في تاريخنا المعاصر هذا…… و لكن الشعب السوداني شاهد على العصر و لن نذكر أن الدعم السريع قد هُزم و لكن سوف نذكر و يكتب التاريخ أن القوات المسلحة السودانية و من خلفها قوات الشرطة و المخابرات و حركات الكفاح المسلح البراؤون و المستنفرين و المجاهدين من أبناء الشعب حققوا إنتصارا ساحقا و مستحقا على الدعم السريع و من خلفه دول الاستعمار و الاستكبار و بينهم مرتزقة و حكومات دول الخنوع و الخضوع أكثر من 15 دولة بجيوشها و استخباراتها و اقمارها الصناعية و خبرائها تم سحقهم و دفنهم في شوارع و أزقة و حواري السودان… لم تكن حربا ساهلة و لا خاطفة و لم يكن فيها تكافؤ قدمنا خلالها ألوف من الشهداء و الجرحى و الاسرى و المخطوفات و المغتصبات و الثكلي و فقدنا فيها كل غالي و نفيس و لكننا إنتصرنا بفضل الله ثم عزم و صبر الرجال إنتصرت إرادة الشعب و إنتصر الحق و إنتصر اهل الأرض و التاريخ و الحضارة على عربان الشتات و مرتزقة الصحاري و خدام السفارات و حانثي العهود و لاعقي الاحذية… إنتصرنا على دول التكبر والغرور و دول المال و النفط و عبيد الصهاينة و صانعي الإرهاب….

سوف يكتب التاريخ أن هذه الحرب وحدت شتات أمرنا و جمعت كلمتنا شعب كامل يلهج بالدعاء لنصرة جيشه و الله سميع قريب مجيب الدعاء… (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى