المقالات

عام سعيد من بورتسودان ــ عائشة الماجدي

عام جديد من أيام العُمر ادخل على عتبة الساعات الأولي في يومه الأول مودعة لعام مضي كان عام بالنسبة لي عام مدمدم بوجع الفقد والدم والدموع والبعد والقهر أظن سكبت فيه دموع تقضي وجع سنين عابرة أكل فيه الحزن دواخلي حتي ظللت أبحث عن ذاتي بين ركام الآلام والبكاء …
لم أكن سعيدة فيه إطلاقاً وسعادتي أنا مرتبطة بأن يكون بلدي السودان الحبيب بخير وفوق ذلك اقول الحمدلله …
– عام كنت على إصرار أن أحتفي به وانا في بلدي السودان وقد وفقني الله في ذلك المسعي وبحمدالله انا موجودة وسط أهلي ببورتسودان أتجول في الزقاقات والبيوت والشوارع وسعيدة ومبسوطة …
أنا لدي محبة خالصة مع ( التراب ) أيوة تراب السودان الواحد دا
أبكي الوطن بالنحيب والصوت العالي أتذكر كل الشوارع والزوايا والمطارات الأهل والصِحاب المناقرة والمُطايبة الزعل والفرح …
ولكن بتقديرات الله الحياة ماشة رغم الأوجاع وذلك حكمة يعلمها الله وحده …
– عام تساقطوا فيه أصدقاء كُثر من حياتي عرفت أنهم أصحاب مصالح ومحطات تتساقط أوراقهم في فصل سخانة الجيوب
وتغيير الحال والنفاق والضحك وقت مصالحهم كانوا مجرد ناس كُتار وزحمة في حياتنا وأنفض سامرهم ..
– عام كسبت فيه اخوان واصدقاء كنت أجهلهم وكانوا هم أنبل مني للحقيقة فكانوا الملاذ الآمن خففوا علينا قسوة الحرب وفجيعة الأيام وتغيير الظروف كانوا أهل وقفات مشهودة ومسجلة في دفتر وبنك رد الجميل عندي
فوق الأعناق وفي نني العيون ..
عام كسبت فيه روحي الحقيقية من غير تشوهات وركزت فيه للزمن العاتي والليالي الحالكة كفكفت فيه دموع الأسي وواجهت مصيري أن هناك أسرة الماجدي وبت الخزين والبقية الحرب جهجهت حياتهم والنِهارات ثقلت عليهم فيجب أن أقف صامدة
كالجبل لكي أشيل الشيلة كاملة وبإستمرار من غير فتور حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا …
عام كنت أنهض فيه على مجهول بعد أن نقص الزاد والخير
والرزق الوفير ولكن تقديرات الله كانت أقوي كانوا الاخوان الاصحاب جنبي زرعوا كلهم في دياري ( نخلة ) وفي حسابات بعضهم أني كنت أرميهم بتمر في زمن الزمن السمح . كنت كلما أميل أتكي على كتف احدهم يسندني ويطبطب على ذاتي بمبدأ أنتي قوية يا بت الماجدي ودي ظروف وبتعدي ما تنكسري ..
حاولت أن أطيب خاطري من رداهات الزمن الأغبر والسنة الشينة دي وامشي في درب السلامة وأظل اعيش بالمحبة والنُبل وطيبة القلب ورضا الوالدين …
أتمني أن يكون عام عمري الجديد عام البشارات والخير عام الأمن
والرجوع إلى بيوتنا ولملمة أهلنا من أقاصي الدنيا وإطلاق زغرودة الفرح الكبير بتحرير السودان ونصرة الجيش والشعب وطهارة الوطن من دنس أوباش الجنجويد وغيرهم ….
كسرة —
( ويالاصحاب والصاحبات هدايا عيد الميلاد انا قاعدة في بورتسودان ارحكم 😁 )
عائشة الماجدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى