المقالات

للحرب ميادين عديدة… والكلمة سلاح ـ عمر محمد عثمان

كثيراً ما يتساءل بعض المحايدين، مستنكرين، كيف يمكنهم دعم الجيش إذا قرروا التخلي عن حيادهم. واليوم نجد أمامنا مثالاً حياً يوضح أن المساهمة في الدفاع عن الوطن لا تقتصر على ميادين القتال التقليدية، بل يمكن لكل فرد أن يؤدي دوره بطرق غير مباشرة وفعالة.

في الأيام الأخيرة، شاهدنا كيف نجح شباب سودانيون، بمبادرات ذاتية ودون توجيه من أحد، في خوض معركتهم ضد مليشيا الدعم السريع على الفضاء الرقمي. هؤلاء الشباب لعبوا دوراً محورياً في إغلاق وحظر حسابات تابعة للمليشيا على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و”إكس” (تويتر سابقاً). لم يتوقف دورهم عند ذلك، بل لاحقوا أبرز الشخصيات المرتبطة بالمليشيا، وسعوا إلى فضح زيف انتصاراتها الوهمية، والتصدي لخطاب الكراهية الذي تروّجه بهدف تشويه سمعة الجيش والتقليل من انتصاراته. وقد نجحوا في تعطيل العديد من هذه الحسابات.

هذا المثال يثبت أن الحرب ضد المليشيات ليست مقتصرة على ساحات القتال وحدها، بل تمتد إلى ميادين أخرى، مثل الفضاء الرقمي الذي أصبح ساحة مواجهة حاسمة. في هذا المجال، يمكن لكل مواطن أن يسهم بفعالية، حتى من خلال كلمة أو فعل بسيط.

إن مشاركة هؤلاء الشباب تعكس وعياً عالياً بدورهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ السودان. لقد أدّوا ما يمليه عليهم واجبهم الوطني، وأثبتوا أن كل جهد، مهما كان بسيطاً، له أثر ملموس. فالواجب الوطني يمكن تأديته بأشكال مختلفة، سواء في ساحات القتال أو في فضاء الإعلام الرقمي.

إن المعركة ضد المليشيات تتطلب تضافر جميع الجهود، وأي مساهمة، مهما بدت متواضعة، تعزز صمود الوطن وتدعم جيشه في هذه المعركة المصيرية. الالتزام بالمشاركة الفاعلة هو ما يصنع الفارق، ويبعث برسالة واضحة بأن الشعب بأسره يقف صفاً واحداً خلف جيشه دفاعاً عن السيادة والاستقلال.

١٨ أكتوبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى