فى بريد الرئيسين البرهان والسيسي المدارس في مصر .. السُّودانيون في الانتظار
كتب الصحفي محمد عبد القادر:
مصيرٌ مجهولٌ يُواجهه فلذات اكباد عشرات الآلاف من السودانيين اللاجئين في مصر، إذ تمّ إغلاق المدارس السودانية لجُملة ملاحظات أبدتها الدولة المُضيفة، بينما يواجه أبناء السودان، تعقيدات جمّة تعوق قبولهم في المدارس المصرية.
وحتى كتابة هذا المقال، لم تتوصّل سفارتنا في القاهرة إلى صيغة تفاهم مع الجانب المصري تكفل استئناف العملية التعليمية في المدارس السودانية، بينما اقترب بدء العام الدراسي في المدارس المصرية دون أن يكون لأبنائنا السودانيين حظٌ في دخولها بسبب تعقيدات مرتبطة باستخراج الإقامات وأسباب أخرى، عاقت استيعاب حتى مَن كانوا ضمن تلاميذ وطلاب المدارس المصرية في الأعوام الماضية.
حبرٌ كثيرٌ أريق إزاء ما تراه السلطات المصرية تجاوزات ارتكبتها المدارس السودانية التي صدر قرار إيقافها بسبب عدم التزامها بالإجراءات المطلوبة لمنح المصادقة النهائية، ولأسباب أخرى، أبرزها المواصفات المحددة للبيئة التعليمية، ولا أجد غضاضةً في أن يفرض الجانب المصري ولايته على العملية التعليمية وفقاً لمحددات الدولة والمواصفات المدارس، وأن يسعى لتطبيق الاشتراطات اللازمة وفقاً للوائح والقوانين المتبعة، خاصةً وأنّ سفارتنا تتحمّل جزءاً من المسؤولية بسبب التساهل البائن في منح الموافقة للمدارس دون تدقيق أو تمحيص، مع إهمال جانب الرقابة والتفتيش حتى وقعت الطامة الكبرى.
للأسف، تساهلنا كثيراً في متابعة سلامة الإجراءات وإكمال الترتيبات الصحيحة واللازمة وفقاً لاشتراطات وزارة التعليم المصرية، فضربت الفوضى بأطنابها حتى صدر قرار إغلاق المدارس، الذي تدفع ثمنه الأُسر السودانية في مصر الآن، وهذا أمرٌ سنعود إليه لاحقاً.
مازلنا نتمنى أن يجتهد الجانبان السوداني والمصري بكل روح التعاون المشترك الذي ميّز سماحة التواصل المشترك – من قبل وبعد اندلاع الحرب – في استصحاب قلق وهواجس أُسر اللاجئين التي لم تجد المدارس السودانية، ولم تتمكّن من دخول نظيرتها المصرية والتي تفصلها ثلاثة أسابيع فقط عن بدء العام الدراسي.
الصحفي محمد عبد القادر