قحت نكبة السودان – صفوة هباني
انطلقت هذه الايام نغمة جديدة للقحاته وهي محاولة إحياء (غوغائية ديسمبر الكارثية)
القحاته بعد تقدم انتصارات الجيش وهزيمة الجناح العسكري لهم أصبحوا يمدحون الجيش الذي اتهموه سابقا” بأنه جيش كيزان وسعوا الى تفكيكيه واستبداله بجيش من الملاقيط َالمتمردين وعرب الشتات. تخيلوا لأي درجة وصلت بهم البجاحه َوالغباء ليتحدثوا عن الكارثة التي يسمونها ثورة ديسمبر والديمقراطية والمدينة. هؤلاء القحاته ليس لهم وازع من أخلاق أودين أومبادئ. لم تكونوا قادرين عل تغيير نظام الحكم الذي كان قائما” آنذاك. و إنما أتت إليكم السلطة عن طريق انقلاب عسكري عندما أحسن منفذو الانقلاب الظن بكم. و لكنكم سرعان ما خذلتم كل الشعب السوداني و كل من ساعدكم و أوصلكم إلى سدة الحكم. و لم تورثوهم سوى الحسرة و الندامة. حيث تبين من أول يوم أنكم تجيدون الخراب و الدمار فقط و لم تكن تهمكم مصلحة الوطن و المواطن. فلم تكن لديكم خطة اقتصادية أو أي خطة من أي نوع. بل مارست حكومتكم أبشع انواع الاستبداد و الفساد المالي و الإداري خلافا” لشعاراتكم التي تتحدث عن الحرية و الديمقراطية و بناء السودان.
الا تخجلون؟ يا لها من جرأة و صفاقة أن تتحدثوا مرة أخرى عن تلك الكارثة و عن ذات الشعارات الزائفة: حرية …سلام… عدالة
إنكم لم تفعلوا شيئا” طوال فترة السنوات الأربعة العجاف من حكمكم غير ممارسة الحقد و التشفي وتصفية الحسابات ضد خصومكم السياسيين الذين قمتم بتشويه سمعتهم باتهامات زائفة و باطلة عن الفساد. و عندما أصبحت السلطة في أيديكم لم تستطيعوا إثبات تلك التهم حيث حكم القضاء ببراءتهم رغم قيامكم بتسييس كل أجهزة العدالة و القانون.
هذه الممارسات و الفشل في إدارة شؤون البلاد كان سببا” في خروج الشعب ضدكم و تجاوب الجيش مع الشارع و أطاح بحكومتكم.
و الآن رجعتم لنغماتكم القديمه و محاولة استغفال و استغلال السذج من الشباب والأطفال وتحريضهم للخروج مرة اخرى و ترديد شعارات العسكر للثكنات والمجد للساتك و العودة الى تلك الممارسات البائسة من إغلاق للشوارع وحرق اللساتك وتعطيل حركة المواطنين. و السير في نفس طريق الخراب والدمار الذي بدأتموه في السابق و عندما فشلتم لجأتم إلى ما يسمى بالاتفاق الإطاري. ذلك الاتفاق الاقصائي. الذي يؤطر للإقصاء و الديكتاتورية و الاستبداد. و لكنكم فشلتم في فرضه على الشعب الذي خرج ضده ورفضه. و رغم ذلك كان هنالك إصرار غريب من جانبكم في التمسك به. و صدرت منكم تهديدات بإشعال الحرب في حالة رفض الاتفاق الإطاري. و هي تصريحات مثبتة في كل اجتماعاتكم المصورة في فيديوهات و هي لا زالت موجودة وموثقة. لقد كان ذلك هو خياركم الوحيد. والتاريخ لاينسى.
وتحالفتم مع المجرم المتمرد حميدتي بتنسيق مع شيطان العرب من أجل حرق البلاد. ولكن هيهات فسرعان ما تضامن الشعب مع قواته المسلحة للتصدي للعدوان. ذلك الشعب الذي كان الضحية الذي استهدفته حربكم. إلا أنه ضحي بكل شئ ودعم جيشه بكل مايملك. وهذا هو الفرق بين المواطن الشريف الذي يضحي من أجل وطنه وبين الشخص الانتهازي الذي يبيع وطنه للأعداء مقابل المال.
لا تحلموا بثورة مرة أخرى تعيدكم إلى السلطة. فالشعب ينتظر انتهاء الحرب بانتصار القوات المسلحة حتى يتفرغ لكم . لا تتوهموا انه ساكت و غافل عن ألاعيبكم. و إنما هو ساكت الى الانتهاء أولا” من التحدي الكبير الذي أمامه َ ثم يلتفت إلى محاسبتكم. و ليس أمامكم غير المثول أمام المحاكم و المحاكمات حتى تأخذ العدالة مجراها. ومهما تهربون لن تفلتوا من يد العدالة. علما” بأنه حتى الذين استخدموكم لتحقيق أهدافهم واجندتهم الخبيثه سوف يتخلون عنكم لأنكم خونة وعملاء شاركتم في بيع بلدكم و فقدتم الثقة والاحترام من الكل.
ادخلوا الميديا واطلعوا على الردود من الشعب السوداني على الجداد والطير المأجورين التابعين لكم من لجان القمامة. هذه الردود من الشعب على ذلك الهذيان و الحديث الممجوج عن الثورة لوحده يعتبر استفتاء ضدكم.
أما شماعة الكيزان فقد أصبحت سلعة فاسدة غير مقبولة لدى الشعب و لا الجيش ولا حتي العالم الخارجي الذي يستغلكم.
والغريب في الامر أنكم تتهمون أي سَوداني وطني يقف مع جيشه بأنه من الفلول. والكل الآن يعرف وقفة الكيزان الصلبة و انخراطهم في العمل العسكري مع القوات المسلحة لصد العدوان ووقوفهم ضد المخططات و المؤامرات التي تحاك ضد البلاد حيث وقفوا إلى جانب القوات المسلحة وضحوا بالغالي و َالنفيس من اجل الدفاع عن العرض والوطن والدين وتركوا اي شأن من شؤون حياتهم وقدموا شهداء وجرحى.
وهذه ليست أول مرة يلبون فيها نداء الوطن. فقد ظل هذا عهدهم دائما” أن يكونوا في المقدمة عندما يتعلق الأمر بسيادة وعزة وكرامة البلاد و العباد والمساس بالدين.
الآن الكيزان ربحوا البيع. والشعب و ليس كما ادعى خالد سلك بأنهم استعدوا العالم. فالذي لاتعرفه ولم تتعلمه انت ان العالم لا يحترم الضعيف المهزوز الخائن العميل الذي يبيع بلده امثالكم، بل يحترم الشعوب القوية من أصحاب المواقف َالذين يقفون سندا منيعا” لحماية وحفظ بلدهم ودعم مساندة جيشهم والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية. والحكومات والجيوش القوية التي تقف أمام اي تحدي بتماسك بعضهم البعض. والعالم ينظر لمصالحه و يقف مع الذي يحققها له.
الكيزان كسبوا الشعب لأنهم لم يهربوا و إنما وضعوا ايديهم في يد الجيش والشعب. ومازالوا في الميدان حتى تحرير آخر شبر من هذا البلد الغالي الحر وقدموا دروس و عبرة لكل غازي وخائن وعميل.
من خلال الوسواس القهري الذي يسيطر عليكم بسبب انشغالكم ببعبع الكيزان و الذي أصبح يطاردكم في أي مكان وزمان وفي النوم والصحيان فقد قدمتم للكيزان خدمة كبيرة. فهنالك من كانوا لايعرفونهم وحكموا عليهم من خلال حملاتكم المسعورة ضدهم التي استهدفت تشويه سمعتهم و دمغهم بالفساد و التنكر لكل إنجازاتهم التي لا يراها الا من عميت بصيرته و بصره. وعرف الناس الفرق بينكم و بينهم.
نصيحة لكم: اتركوا امر السودان للسودانين الغيورين من الوطنيين الذين دعموا جيشهم ووقفوا معه وساندوه لأنهم أحق و أجدر و أصلح من توكل له شؤون البلاد. واتركوا السياسة لأنكم دخلاء على هذا المجال.
صفوة هباني