قراءه في خطاب زعيم المليشيا فيما يخص مصر والفشقه ـ عادل مصطفي البدوي

استهل زعيم التمرد خطابه بمهاجمة مصر واتهامها ذورا بالمشاركه في معارك جبل موية ، والحقيقه إن دور مصر قد انحصر في منعها لحليفها خليفه حفتر من إمداد المليشيا بالسلاح والمؤن القادمة والممولة من دولة الامارات ،ومنعه كذلك من تجنيد وتجميع مرتزقة وعربان شتات غرب افريقيا في ليبيا ،للمشاركة في حرب السودان، إلي جانب مليشيات الدعم السريع ،مما تسبب في النقص الحاد فى العتاد والرجال، والذي بسببه تجرعت المليشيا هزائمها المجلجلة في الفاشر ومنطقة المثلث وعلي تخوم الجنينه ،ثم الخرطوم والنيل الازرق ومحور الفاو والمنطقة المقفولة علي امتداد نهري الرهد والدندر، واخيرا في منطقة جبل موية الإستراتيجية والتي تمثل معاركها بداية النهاية لتمرد تطاول امده ،والتي اعترف بسببها حميتي بهزيمته التي بررها بقلة الرجال (الكترة الغلبت الشجاعه أو كما قال) اضافة لما وصفه بالامداد و الطيران المصري.
دور خليفه حفتر كان هو الاهم والأخطر، بسبب علاقته المتماهية مع الامارات ،إضافة لثقة المرتزقة من المجندين في اتباع وقيادات الجنرال خليفة حفتر المستقر والمعلوم مقر إقامته ،علي كيفية الحصول علي مستحقاتهم نظير خدماتهم الارتزاقية ،خاصة بعد هلاك علي يعقوب واختفاء عبد الرحيم دقلو وغياب حميتي،
كما ان طريق الامداد عبر شاد وأفريقيا الوسطي محفوف بالمخاطر بسبب تعرض قوافل الدعم والامداد لهجمات متمردي تلك الدول واضاقة لوجود حواضن وقبائل حدودية مشتركة بينها وبين الدعم السريع وحواضنه ما صنع الحداد .
الدور المصري في الحد من نشاط ومشاركة خليفة حفتر في حرب السودان دفع (عوير )عيال زائد لزيارة القاهرة وتقديم مغريات ومحفزات ( عندهم رز حسب وصف السيسي) ،ولكن دون جدوي،لأن مصر الرسمية غير مستعده لتعريض امنها القومي للخطر مقابل حفنة دولارات ،وهو موقف تفهمته أخيرا الولايات المتحده ودول الترويكا والسعودية وهي المجموعة التي هاجمها حميتي في خطابه واتهمها فيه ،باشعال الحرب بسبب اصرارها علي فرض الاتفاق الاطاري.
إما ادعاءات حميتي ومحاولة نسبته لما تحقق من تحرير لمنطقه الفشقة ،لتفاهماته و اقناعه لأبي احمد بتركها للجيش السوداني وهو ما لايتقبله عقل بشر سوي يدرك تماما مدي تمسك الاحباش واصرارهم علي مواصلة احتلال الفشقة ، ماحدث في الفشقة هو استقلال الرئيس والقائد البرهان لظروف الحرب الحبشية الحبشية التي اندلعت ليدفع بقواته تتقدمها المدفعية بعيده المدي وسلاح الجوي السوداني والمجاهدين من المزارعين وابناء المنطقة ،ولم تشارك قوات الدعم السريع إلا علي استحياء وباعداد رمزية وفى الخطوط الخلفية، تفوق سلاح الجو السوداني ودور المدفعية في حرب تحرير الفشقة،هو الذي دفع أبي احمد ومع اندلاع شرارة التمرد الدقلاوي إلي المطالبة بحظر سلاح الطيران السوداني والمدفعية بعيده المدي تمهيدا للعب أدوار مؤثرة في معركة الوجود السودانية ،ولكن وبسبب الحرب الاهلية الاثيوبية وسيطرت الامهرا والتقراي علي اقليميهما المتاخمين للسودان ،حال دون تحقيق اطماع الامارات وطموح زعيم المليشيا.
عادل مصطفي البدوي